من مدينة الأخدود الأثرية القابعة في حي القابل جنوب وادي نجران في السعودية، وبتحريض من تلك اللحظات الدموية في تاريخ الحضارة الإنسانية تخرج أحداث رواية «ماريا.. طفلة الأخدود» للكاتب السعودي مانع دواس، التي استقبلتها الأسواق العربية هذا الأسبوع، والصادرة عن دار فراديس للطباعة والنشر بالبحرين.
وردا على سؤال: «لماذا الأخدود؟»..قال دواس
لـ «أوان»: نعلم أن من أهم الحضارات العالمية تلك التي تبقى في الوجدان الإنساني بشكل عام, ويبقى لها وجود
وأثر كبير في الحضارة الإنسانية، الأخدود, أحدها وربما أهمها، فهو يجمع بين أهم ديانتين سماويتين المسيحية والإسلامية, لو اختلفت الديانتان على كل شيء حتى على نبوة المسيح أو ألوهيته، لكنها لن تختلف على تلك المحرقة التي دونها القرآن والسير المسيحية على حد سواء، ومن هنا أتت ماريا بشكل يحاكي ماجاء في القرآن، وما أتت به السير المسيحية على قلتها، كذلك المراجع التاريخية الإسلامية وغيرها.
ومن هنا، أراد دواس الخروج بعمل فني بعيدا عن الأعمال الروائية الأخرى، حيث يعتبر عمله (أدبيا/ تاريخيا).
كما رفض أن تكون روايته رواية مناطقية أو نخبوية حيث يظهر من خلال النص الذي يلمحه القارئ بمجرد أن يشرع في قراءته أنه مكتوب للنخبة،
وحول هذا قال دواس: «بعيدا عن المناطقية أو الفئوية كانت الرواية، وبعيدا أيضا عن لغة التابو, حاولت أن تكون محفزا للباحث التاريخي, ومزودا له عن معلومة تاريخية, وجرسا يُعلّق أمام المسؤول عن الآثار, قليلا منها سيسد من لديه فضول, وقليل منها أيضا سيحرض الفضول للبعض».
وأضاف: «ومن خلال الكتابة عن الأخدود حاولت تعليق الجرس للاهتمام بها وإيقاظها من جديد في قلوب المهتمين والباحثين التاريخيين.
استدعيت بشكل أو آخر -حسب ماذكره ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان) نقلا عن مصادر تاريخيه أقدم و أوثق- السبعين ألف ملك الذين ينزلون الأخدود كل ليلة ويرجعون للسماء ثم لايعودون أبدا للأخدود، حاولت توظيف وجودهم في الرواية بالتزامن مع ليلة مولد المسيح,التففت على النص التاريخي والجغرافي, لم أتجاوز زمننا هذا الذي نعيش فيه, ولم أقدم عرض فلاش باك إلا نادرا, ومع ذلك تجد الرواية تدور في عالم الأخدودين قبل وبعد وأثناء المحرقة» .
ويعود ابن نجران في حديثه إلى منطقته، وأكد : «نظرت فوجدت نجران تغص بالأحداث التاريخية, الأخدود وأصحابه أحدها ففضلت أن انهل من منهل قريب له خصوصيته الدينية والتاريخية والجغرافية أيضا «.وعن اتجاهات «ماريا.. طفلة الأخدود»، قال: «الرواية اتجهت إلى بعد إنساني ووجودي تجلى في قسمها الأخير».