الرياض - سمر المقرن
في طريق الخيال المطلق، ومحاولة للمس ملامح شيء من الواقع، أصدر الإعلامي السعودي ناصر الصرامي روايته الأولى عن دار الجمل الألمانية، وأطلق عليها «طريق الزيت»، هذا العنوان لم يكن الأول ولا الثاني
ولا العاشر الذي وضعه لروايته، لكنه بالتأكيد كان الأخير –كما يقول- حيث يرمز إلى مجتمع قرية الزيت، والمسار التاريخي للكشف عن النفط، والتطورات الاجتماعية التي حدثت معه.
يقول الصرامي لـ «أوان»: «التاريخ الاجتماعي في الرواية هو السرد أو الكشف الروائي، يتجسد في شخصيات هي: إمام وشيخ صارم ودروشة، ومعلم ومجتمع قروي يشهد تحولات مثيرة مهمة، قبل وبعد أن تصبح القرية الكبيرة جزءا من خارطة الكون».
ويكمل في كشف جوانب هذا العمل قائلا: «تقدم الرواية سيرة مكان عبر شخوصها لتقدم خارطته الخاصة وعلاقاته الداخلية، وكيمائية حياته بتفاصيلها ونفاقها أو مجاملتها، بهدوئها وصخبها ترسم لفصول متشابكة من رواية تقع بين الخيال الجامح والواقع التقليدي لتبرز أو تخفي ملامح ما، رواية أو قصة أو سردا منثورا في أجزاء ومفاصل من قرية الزيت الكبرى وبعض حكمتها وعقوق أهلها في أرض مباركة، في زمن متداخل».
ويوضح الصرامي أن «طريق الزيت» أقرب إلى تنقل زمني، بخيال مطلق، وليست بالضرورة رصدا أو تاريخا، فكما يقول: «التاريخ لا يهم، الجُمل هي الأهم».
ويستطرد: «ما كتبته هو حكاية لأكثر من مرحلة وأكثر من وقت وأكثر من شخص، كتبت بكل أنواع التمرد على الكتابة ذاتها، بكل الثورة على القوالب واللغة وهوامشها، ولولا الناشر لرفضت أن يخضع هذا العمل إلى أي تدقيق لغوي».
ويكمل: «نهجت نهجا يهدف إلى إطلاق العنان لكل الأفكار وتشجيعها دون قوالب كتابية جاهزة أو معلبة، تسبب في إعاقة أجيال عن التعبير، عن ذاتها، من تقديم أفكارها، والجرأة في النشر، هو دعوة لكل صاحب قدرة ما على عدم الرضوخ لقيود أو وهم، قيود عرف، قيود تقليد، قيود تفسير، وقيود وقت، قيود سيحطمها أول من يدافع عنها متى اكتشف هشاشتها». مؤكدا أنها قصة مكتوبة لجيل جديد لثقافته وعمره وخياراته، حدوده السماء ومركزه الأرض، والقرية الوطن.. كل وطن.
وللصرامي فلسفة جديدة ينادي بها لقراء روايته، إذ يقول: «أتمنى من كل قارئ سيتصفح الرواية ألّا يمنحها الكثير من الوقت دفعة واحدة، يكفي بعض الوقت في مرات متفرقة.. ضعها جانبا، وعد إليها في وقت آخر.. وكرر المحاولة مرة بعد مرة.. بعد مرة.. حتى تتعرف على ملامح وصور وسيرة منثورة بين صفحاتها».
يضيف: «أتمنى أن يتخلص الناس من عادات القراءة القديمة والتقليدية والانتقائية في تقليب الصفحات. وفي هذه الرواية قلّب الصفحات وتوقف حيث شئت، وهذه أول وأهم قاعدة لقراءة هذه الحكاية، يعني ببساطة لا قواعد تقليدية، أو بدقة أكثر لا قواعد البتة.. أيضا -إن رغبت- لا تقرأ بالترتيب أو تقلّب صفحة.. صفحة».