البلوي: تسلّط الشرطة الدينية يعزّز ثقافة توحش المجتمع
دعا الكاتب السعودي سعود البلوي المجتمع السعودي ليكون أكثر إنسانية، مؤكدا قضية توحش ثقافة المجتمع ودعم هذا التوحش من خلال تسلط الشرطة الدينية، جاء ذلك في كتابه الأول الذي أطلق عليه عنوان: «ضد الحرية».
يركز البلوي في كتابه الذي يقع في 257 صفحة من القطع المتوسط على جذور الإرهاب الفكرية في الثقافة الإسلامية التي عانى منها المجتمع السعودي والعربي والإسلامي، مؤكدا أن هذا الفكر لم يهطل من السماء ولم ينبت مع فطر الأرض، بل هو نتيجة تراكمات طويلة من التشدد الديني وغياب القيم الإنسانية العليا، وأهمها الحرية والتسامح.
كتاب ثقافي
وقال البلوي لـ «أوان»: «حاولت في (ضد الحريّة) تقديم كتاب ثقافي بعيد نوعا ما عن الجمود الأكاديمي الصرف، مع التركيز على موضوعات أعتقد أنها تشغل كل مواطن عربي كما شغلتني، فالحرية الفردية والاجتماعية، والعدل بين المواطنين، والمساواة في الحقوق والواجبات، والتوزيع العادل للثروات، والتخلص من الفساد، والتطرف، والتسلط، والإرهاب، وتوفير الاستقرار السياسي، والمشاركة الشعبية، كل هذه الأمور هواجس يومية يعيشها المواطن العربي من المحيط إلى الخليج».
وأوضح أنه انطلق في بداية كتابه بعبارة المسرحي الفرنسي يوجين يونسكو: (ليست الإجابة هي التي تبعث على التنوير والتثقيف لكنه السؤال).
أهمية السؤال
وأضاف البلوي: «إن عبارة يونسكو هذه تعبّر عن حالة فكرية عميقة، وأنا من خلالها حاولت الإيحاء بأن كتابي لا يطرح سؤالا محددا بقدر ما يطرح أهمية السؤال ذاته، باعتباره حقا مكتسبا لأي إنسان، انطلاقا من حريته في التفكير والتعبير، بصرف النظر عن خطورة هذا السؤال في نظر البعض إذا ما دخل ضمن سياق اللا مفكَّر فيه والمسكوت عنه».
يحتوي الكتاب على خمسة فصول: ثقافتنا، الفكر الديني، الإسلام السياسي، الإنسان والحرية، المجتمع المدني. وفي كل فصل عدد من المقالات تعكس وجهة نظر المؤلف المهتم بـ«التنوير» وإثارة الوعي بالحرية كحق أساسي من حقوق الإنسان.
القمع والخوف
تناول المؤلف الكثير من الموضوعات الإشكالية في ثقافتنا العربية، وقد جاءت على شكل موضوعات مترابطة: «صورة الإنسان المقموع»، «سيمفونية الخوف»، «ماضوية الغزو الثقافي».. وفيها إبراز لتأثير الثقافة المتخلفة على الإنسان المنتمي لها، وخاصة فيما يتعلق بالقمع وخنق الحريات، وعدم شيوع القيم الإنسانية، وإشارة إلى أن الثقافة العربية أقل ما يمكن وصفها بأنها ثقافة غير حوارية!
الإرهاب الثقافي
وأكد البلوي أنه تناول قضايا سعودية، وأنه تطرق إلى خنق الحب في عيد (الفالنتاين)، إضافة إلى تأكيد أن الإنسان كائن مستقل، يقول: «هناك دائما قضية -الخوف من الثقافة- التي تؤدي إلى ما يسميه بالإرهاب الثقافي، الذي برز كظاهرة في الساحة الثقافية السعودية»، مشيرا إلى ظاهرة وجود «دون كيشوت السعودي»، وأن «طالبان في السعودية» أيضا، مستشهدا بمعارك وغزوات التيار الديني التي شغلت الرأي العام السعودي، ومنها «معركة الغلاف» و«معركة اللانجري» و«غزوة اليمامة» و«غزوة معرض الكتاب» و«غزوة البطريق» و«غزوات حفلات الصيف»، وغيرها.