Menu

المقالات :

المرأة ناقصة حتى لدى التقدميين والليبراليين

المرأة ناقصة حتى لدى التقدميين والليبراليين



الثلاثاء, 27 يناير 2009
سمر المقرن

في كل أطيافنا السياسية والاجتماعية مازلت أبصر خللاً في النظر إلى المرأة وطريقة التعامل معها، والمشكلة فيما يبدو أن هناك ترسبات خلقها المجتمع في جماجم أفراده منذ زمن بعيد، وهذه الترسبات ليس من السهل تكسيرها ولا إزالتها، ومن المؤسف حقاً أنه حتى في التيارات الطليعية من ليبرالية وقومية وعروبية ممن يفترض أنهم هم المعنيون أولاً بقضية الأخذ بيد المرأة توجد هذه النظرة خفية مختبئة عن العيون ومتدثرة بماكياج حديث، إذ من حقي أن أتساءل، وقولوا لي بربكم: لماذا تبقى المرأة في مثل هذه التيارات التقدمية محصوراً دورها في النشاطات الاجتماعية فقط؟ فتكون حاضرة مع زوجها مثلا عندما يجتمع الناس لتنظيم حفل يدعم فلسطين أو لحضور أمسية شعرية أو فنية، بينما تستبعد تماماً عندما يكون الأمر يتعلق بصياغة خطاب «إنشائي» عن التضامن مع أطفال العراق أو لإدانة إجرام إسرائيل أو أي قضية بسيطة متفق عليها ولا مجال فيها لأي إبداع أو عبقرية، لماذا يحدث هذا الاستبعاد للمرأة وكأنها لا يمكن أن تكون صاحبة رأي أو صاحبة حكمة أو مفيدة في عمل ذهني وكأنها لا تستطيع حتى الكلام وإبداء المشورة، فإن كان هذا هو الحال مع الطلائعيين و التقدميين وأصحاب الفكر الحر وأصدقاء المرأة، فما بالك بمن يرى أن مكان المرأة الطبيعي هو البيت وإنتاج الأطفال؟

وكيف يحق لنا بعد هذا أن نلومهم أو ننتقدهم على شيء، إذ معنى ما يحدث من كل هذه الأطياف أن هناك مشكلة ثقافية فكرية راسخة في روح الرجل العربي وعقله وذاكرته وأنه برغم كل المحاولات خلال نصف القرن الماضية إلا أنه مازال يراوح في مكانه، لم يتخلص مع معوقاته ولم يفِ بوعوده.

برغم اعتقادي الجازم أن قضية المرأة هي قضيتها وحدها وأنه لن يحك جلدك مثل ظفرك لكن كان المأمول من كل رجل يحمل نفس الهموم الكبيرة المشتركة، هموم الحرية والمساواة والعدالة ونبذ العنصرية أن يكون تشجيعه للمرأة ووقوفه معها أكبر مما رأينا وأن يتجاوز دورها الذي لم يتغير في أن تكون مجرد رافد مساند ومساعد إلى الاعتراف بها كإنسان مساو للرجل بلا عنصرية، فالعنصرية ضد المرأة هي نوع من أنواع العنصرية البغيضة والتي لا تختلف عن العنصرية التي يمارسها الرجل الأبيض ضد أخيه الأسود في أماكن كثيرة من العالم.

ما لم نحفر في الذهنية العربية ونقوم بدراسات انثربولوجية تدرس تاريخ هذه الصورة النمطية ومراحل تكونها ثم كيفية تفكيكها وتفنيدها بالعودة إلى الرجل (والمرأة أيضاً) والقول لهما إن المرأة ليست بمخلوق ناقص ولا جاهل بل هي مخلوق كالرجل في كل شيء من ناحية الخلقة ولا ينشأ التميز بينهما إلا كحالات فردية تختلف من فرد لآخر (بغض النظر عن كونه ذكراً أو أنثى) وأن المرأة مخلوق نبيل وليست (شريكة الشيطان في جريمة الغواية كما يقول التاريخ القديم لبعض الأديان) وأنها أهل للثقة لأنها تتميز بعقل كامل وليس بناقص كما يقال.

الإحصائيات

  • عدد المشاهدات : 1076
  • عدد التعليقات : 1
  • التـقييــم : غير محدد
  • تقييم الموضوع
  • سيئ
  • متوسط
  • جيد
  • جيد جداً
  • ممتاز
  • تقييم
    • عرفت الكثير منهم ولم اجد فيهم اي احترام للمرآة بل نظرتهم لها دائما دونية وجدت فيهم الكذب والنفاق وعندما يقع واحد منهم في مشكلة يتخلون عنه ولايساندونه في محنته . انهم غرباء حتى على انفسهم. شكرا اختي الكريمة سمر وبارك الله فيك

      سطام 10:20 AM