Menu

أخبار و تغطيات :

ظاهرة الرواية السعودية النسائية تحت المجهر - صحيفة النهار الكويتية
ظاهرة الرواية السعودية النسائية تحت المجهر
مكاشفة الواقع وتعريته هل تكفي لصنع حركة سردية نموذجية؟
 
سمر المقرن (تصوير حسن يونس)
ضمن انشطة الموسم الثقافي 2008/ 2009 حلت الروائية والصحافية السعودية سمر المقرن ضيفة على مسرح رابطة الادباء يوم الاربعاء 5/11 لتلقي محاضرة بعنوان ( الرواية النسوية السعودية ونبش الواقع)، قدمت لها الكاتبة استبرق أحمد، فأثارت عبر بعض الاسئلة والاستفسارت ما تناولته الصحافة والنقد حول ظروف وأسباب اتساع الحركة السردية النسوية في المملكة العربية السعودية في الفترة الاخيرة، وتعدد الاسماء والأطروحات، بعد انفراط ما أسمته عقد الصمت..

ذكرت الروائية المقرن صاحبة رواية ( نساء المنكر ) في ورقتها، أن الرواية السعودية تغلبت على باقي انواع الابداع، فخلال الاعوام الثلاثة الاخيرة تم نشر 150 عنوانا روائيا كان للمرأة حصتها الأوفر منها، ما أكد نبوءة الروائي الطيب صالح الذي قال: «الرواية في السعودية ستكتبها المرأة»، ومن أجل دراسة ظاهرة الانتاج الكثيف هذا، استرجعت المقرن في نبذة موجزة تاريخ السرد في السعودية والذي يعود الى عام 1930، أما أول رواية لامرأة فكانت «بريق عينيك» للكاتبة سميرة خاشقجي وذلك عام 1962 وان كانت بعض المصادر تعيد تاريخ صدورها الى 1958، ثم توقف إبداع المرأة الروائي تقريبا خلال الثمانينيات، أما في مرحلة التسعينيات فعادت الرواية النسائية للظهور بقوة، وذلك بسبب عدة عوامل، منها حرب الخليج الثانية، وحاجة المرأة السعودية لاختراق التابوهات، وأحداث 11 سبتمبر.

التجربة الروائية النسائية الجديدة

ظهرت التجربة الأكثر حداثة في الرواية النسوية، مع موجة العولمة، والتقدم التقني التكنولوجي الذي فتح المجال لاختراق الصمت والبوح بالمسكوت عنه، الأمر الذي أدى إلى قفزة نوعية وكمية للرواية النسائية السعودية ضمن الكتابة الروائية العربية بعد تخلصها من عبء تقاليد السرد، والخطاب الروائي الثابت، فأنتجت المرأة السعودية اشكالا غير مسبوقة لغة وتوجها وشكلا، بما أتاحته الشبكة العنكبوتية من فرص لنشر الكثير من الروايات الجريئة باسماء مستعارة، مثل رواية ( الأوبة) وغيرها، وكلها تتناول معاناة المرأة وسيطرة القيم الذكورية في المجتمع السعودي، ويمكن وصف الغزارة في عدد تلك الروايات بانتفاضة الرواية النسائية وليس تسونامي الرواية كما يصفها بعضهم، وعددت سمر المقرن عددا من النماذج السردية لأميمة الخميس وزينب حفني وليلى الجهني ورجاء الصانع وصبا الحرز وايضا روايتها نساء المنكر، التي قالت انها من حيث التوصيف تصب في نهر الكتابة النسوية، وجميع تلك التجارب هي اعمال اولى لكاتبات، ترفض تهميش المرأة، وتتسم بالجرأة، وتنقد السلطة، والسلطة الدينية، وتكشف خصوصيات المجتمع النسوي بتفاصيله الحميمية، وهي بذلك تعتبر شهادات مكتوبة عن وضع المرأة المهمش خلال عقود طويلة، تخوض في تعرية الواقع، ولكن هذا لايمنع أن بعض تلك الأعمال كانت فضائحية وضعيفة فنيا.

خصوصية التجربة الروائية السعودية

بينت المقرن في ورقتها ايضا أن اشكالية الكاتبة السعودية ليست مع الرجل فحسب، بل مع الموروث الثقافي والاجتماعي، وفرقت بين معنى الكتابة النسوية والكتابة النسائية، وقالت أن اتساع نظريات النقد ادت الى ظهور نصوص تبني خطابا جديدا يناهض العنصرية الجنسوية، من غير أن ينكر خصوصية التجربة الانثوية في الكتابة والادب والثقافة، ما أدى الى الاحتفاء بالرواية النسوية واقبال دور النشر عليها، وعلى رغم اختلافات وجهات النظر بين النقاد حولها سوى أن ما يعقد في المؤسسات الثقافية من محاضرات وندوات ومؤتمرات، وحفاوة وترحيب من وسائل الاعلام دليل اعتراف بتلك الاعمال على رغم نشرها في الخارج ومنعها داخل المملكة. وعن ظروف الرواية السعودية أكدت سمر المقرن أن المبدعات السعوديات لم يصلن لترف الابداع لمجرد الابداع، فما يكتبنه يتناول مشاكل مباشرة وصريحة، لذلك فإن لبنان ومصر والبحرين هي بلاد احتضنت الرواية السعودية وروجت لها، فكان الانتشار عربيا بسبب الانغلاق الداخلي، وأنهت المقرن بقولها: «نحن لسنا خارج وطننا حين نكون في بلد عربي».

أسئلة الحضور

في الفترة المتاحة للحضور الذي كان أكثر قليلا مما اعتدنا في (أربعائيات) الرابطة، تساءلت الروائية ليلى العثمان عن موقف النقاد مما اعتبرته،دون ان تعمم، موجة من الكتابة الجنسية، واعترضت من حيث المبدأ على الاستعانة باسم مستعار للكتابة .. الاستاذة عروب الرفاعي أشارت الى أن حرب الخليج لم تكن السبب الوحيد لظهور كتابة مغايرة، فهناك الانترنت وسقوط الاتحاد السوفييتي والهيمنة الاميركية، ثم سألت : لماذا لا نتكلم عن اعادة اعتبار ادوار المرأة بجميع اشكالها واشكالياتها؟

واعترض د. نادر القنة على التعبير الفضفاض الذي وصفت به الروائية المقرن حال الرواية النسائية السعودية بأنها تكلمت عن المسكوت عنه، وقال أنه لم يسمع بأن هناك فرقا بين مصطلحي الرواية النسائية وبين الرواية النسوية.!

الصحفية منيرة العازمي سألت المقرن لماذا لا تكتب رواية تتناول فيها الموروث الشعبي للبيئة السعودية ؟

أما الزميل عبد الله الفلاح من جريدة اوان، فقال ان السلطة القبلية تعتبر أكثر وطأة من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. فيما تساءل الشاعر سعد علوش عن السبب الذي يجعل من الكتابة عن المرأة في الخليج لابد أن يكون من باب الممنوع .

وأجابت الروائية سمر المقرن بما اتيح لها من الوقت، موضحة ان ورقتها التي عرضتها باختصار شديد تحتوي على الكثير من التوضيحات لكثير من التساؤلات.

السيرة الذاتية

من مواليد الرياض، بكالوريوس تربية تخصص تعليم ما قبل المرحلة الابتدائية
كاتبة وصحفية في جريدة اوان.
عملت رئيسة قسم المجتمع بصحيفة الوطن السعودية (وكانت اول امرأة ترأس قسما يوميا في صحيفة سعودية خارج الاقسام النسائية).
عملت معدة لبرنامج( امرأة وأكثر ) لقناة lbc والخاص بقضايا المرأة السعودية.
حصلت على درع المنظمة العربية للاصلاح الجنائي 2007.
صدر لها عن دار الساقي رواية ( نساء المنكر) 2008.
جانب من الحضور
غلاف الرواية

الإحصائيات

  • عدد المشاهدات : 1839
  • عدد التعليقات : 0
  • التـقييــم : غير محدد
  • تقييم الموضوع
  • سيئ
  • متوسط
  • جيد
  • جيد جداً
  • ممتاز
  • تقييم